يوسف بن تاشفين و إنقاذ الأندلس
الجسر :: المنتدى العام :: المنتديات العامة :: مساحة حرة
صفحة 1 من اصل 1
يوسف بن تاشفين و إنقاذ الأندلس
يوسف بن تاشفين و إنقاذ الأندلس:
- مرت على الأندلس عدة عصور تقلب فيها المسلمون بين قوة وضعف وتجمع وكسر واتحاد واختلاف ولكن أسوأ هذه العصور كان في القرن الخامس الهجري وهو عصر ملوك الطوائف حيث انقسمت دولة الإسلام بالأندلس إلى أكثر من عشرين دويلة بين صغيرة وكبيرة يحكمها رجال لا هم لهم إلا الدنيا وحظوظها والشهوات وآثارها والأدهى من ذلك أن هذه الدويلات قد دخلت في صراع داخلي وقتال حدودي شرس من أجل اكتساب مزيد من الأراضي من واحدة للأخرى والعكس ومن أجل تمويل هذه الحروب المدمرة حالف أمراء الطوائف ملوك أسبانيا النصرانية وهادنوهم من أجل التفرغ لقتال إخوانهم المسلمين على الحدود المصطنعة واستغل ملك أسبانيا النصرانية [ألفونسو السادس] ذلك الأمر وأعلن قيام حرب الاسترداد المقدسة المعرفة باسم 'الريكونوكستا' واحتل طليطلة سنة 478هـ وكانت ضربة شديدة للوجود الإسلامي بالأندلس وأفاق ملوك الطوائف من غفوتهم فاندفعوا لطلب المساعدة من إخوانهم المسلمين بالمغرب أو ما يعرفوا بالمرابطين وأميرهم 'يوسف بن تاشفين'.
وكانت دولة المرابطين قد تأسست على يد فقيه مجاهد اسمه 'عبد الله بن ياسين الجزولي' الذي جمع بين العلم والورع والزهد والتأثير والشجاعة والبطولة والجهاد كل ذلك في إناء واحد وهو قلبه، وهدى الله عز وجل علي يديه قبائل البربر التي كانت تغط في جهل عميق، وأحيا الشعائر المندرسة عندهم ونشر الإسلام بين قبائل البربر الوثنية وعمل على انتخاب مجموعة من النجباء والأفاضل وتعهدهم بالتربية وكان أفضل تلاميذ الفقيه المجاهد عبد الله بن ياسين رجل اسمه [يحي بن إبراهيم] وكان من أخص الناس به ثم تبعه رجل آخر من رؤساء البربر اسمه 'يحي بن عمر' واتبع الفقيه عبد الله بن ياسين سياسة التربية الشاملة مع أتباعه؛ والتي تقوم علي غرس الإيمان والأخلاق والعقيدة الصحيحة وحب الجهاد في سبيل الله، فنشأت حركة جهادية عارمة وسط قبائل البربر وعملوا على نشر الإسلام بين قبائل غرب ووسط القارة الإفريقية وظل عبد الله بن ياسين وتلاميذه يجاهدون القبائل الوثنية حتى استشهد سنه 451هـ وقد سبقه في الشهادة أنجب تلاميذه يحي بن عمر ويحي بن إبراهيم وقبل أن يسلم الروح أوصي المرابطين بأن يتولى أمرهم الأمير أبو بكر بن عمر اللمتوني الذي كان نعم القائد لجموع البربر المجاهدة وكان محبا لنشر الإسلام خاصة وفي منطقة وسط إفريقيا حوض النيجر وبلاد غانا ومالي فعمد إلى اختيار نائب له في منطقة وسط المغرب للوقوف أمام قبائل معموده البربرية التي كانت تقف في وجه الدعوة الإسلامية وتأوي الكثير من الوثنيين والمجوس ووقع اختياره على ابن عمه البطل المقدام 'يوسف بن تاشفين' وكان وقتها في الحادي والخمسين من عمره حيث أنه قد ولد سنة 400 هـ وقد اشترك من المرابطين منذ بداية دعوتهم وكان صاحب خبرة قتالية وقيادية عالية فأحسن قيادة المرابطين في الفترة التي انشغل فيها القائد العام 'أبو بكر بن عمر اللمتوني' بنشر الدعوة بأدغال أفريقيا, حتى علت مكانة 'يوسف بن تاشفين 'بين قبائل البربر عموما والمرابطين خصوصا وأحبوه بشدة لعدله وورعه وديانته وحبه للجهاد في سبيل الله فلما عاد أبو بكر بن عمر وجد أن المكانة والوضع الذي أصبح فيه يوسف بن تاشفين يحتم عليه أن ينزل له عن قيادة المرابطين وذلك لمصلحة الدولة والدين ووحدة الصف, وعاد أبو بكر بن عمر لنشر الإسلام بوسط أفريقيا حتى استشهد رحمه الله في إحدى المعارك وأصبح 'يوسف بن تاشفين' هو القائد العام للمرابطين وأصبح المغرب العربي كله تحت قيادته فلما جاءه الصريخ من أهل الأندلس بما جرى لهم من سقوط طليطله وعدوان ألفونسو السادس على المسلمين قرر عبور البحر ونجدة دولة الإسلام بالأندلس، وبالفعل قاد يوسف بن تاشفين تحالفا إسلاميا من البربر والأندلسيين وانتصر على إسبانيا في معركة الإسلام الخالدة 'الزلاقة' وذلك في 12 رجب 974هـ وأعاد للإسلام هيبته وقوته وقمع شر الصليبين وعطل حركة الاسترداد لفترة طويلة، ثم قام بعد ذلك بالدور الأروع وهو إزالة ملوك الطوائف الواحد تلو الآخر وأعاد للأندلس وحدته وأصبحت الدويلات دولة واحدة قوية صامدة .
وعلى ذلك فقد كان يوسف بن تاشفين هو محصلة عمل سلسلة من الرجال المخلصين المجاهدين الذين قاموا بأدوار ربما أقوي وأفضل لصالح الأمة المسلمة؛ فعبد الله بن ياسين ثم يحيي بن إبراهيم ثم يحيي بن عمر ثم أبو بكر بن عمر ثم يوسف بن تاشفين كلهم على نفس مستوى المسئولية والكفاءة وحسن القيادة والديانة ونصرة الإسلام ولو وجد أي منهم يوم أن جاء صريخ أهل الأندلس لجاء رد فعله تماما مثل يوسف بن تاشفين ولقاد الجموع لنصرة المسلمين وإنقاذ الأندلس.
- هذان المثالان وغيرهما كثير في أحداث التاريخ الإسلامي يضعانا أمام حقيقة واحدة في غاية الأهمية وهي أن فكرة الرجل التاريخي والقائد المنقذ المترسبة في أذهان كثير من المسلمين الآن لا وجود لها تاريخيا ولا واقعيا وأن التغيير لا يأتي هكذا بضربة قدر بل له نظم وثوابت ومقدمات ومعطيات لابد من أخذها والسير بها للوصول لما يعلم به كل غيور ومخلص، وأن الجانب الإيجابي من هذه القضية أننا نستطيع أن نقول لكل غيور ومخلص وأيضا حالم أنت الرجل التاريخي أنت الذي ستقود الأمة أنت الذي ستغير واقع الأمة أنت الذي ستكتب عنه غدا كتب التاريخ ويقرأ أخباره أولادنا وأحفادنا, فكل واحد منا مطالب بأن يكون هو الرجل التاريخي في مجاله ونطاقه وعلى قدر عطائه واستطاعته وعندما يستشعر كل واحد منا بأنه هو الرجل التاريخي والمنقذ لهذه الأمة عندها سيتحقق كل ما غاب عن بال البائسين والمحبطين من هذه الأمة.
- مرت على الأندلس عدة عصور تقلب فيها المسلمون بين قوة وضعف وتجمع وكسر واتحاد واختلاف ولكن أسوأ هذه العصور كان في القرن الخامس الهجري وهو عصر ملوك الطوائف حيث انقسمت دولة الإسلام بالأندلس إلى أكثر من عشرين دويلة بين صغيرة وكبيرة يحكمها رجال لا هم لهم إلا الدنيا وحظوظها والشهوات وآثارها والأدهى من ذلك أن هذه الدويلات قد دخلت في صراع داخلي وقتال حدودي شرس من أجل اكتساب مزيد من الأراضي من واحدة للأخرى والعكس ومن أجل تمويل هذه الحروب المدمرة حالف أمراء الطوائف ملوك أسبانيا النصرانية وهادنوهم من أجل التفرغ لقتال إخوانهم المسلمين على الحدود المصطنعة واستغل ملك أسبانيا النصرانية [ألفونسو السادس] ذلك الأمر وأعلن قيام حرب الاسترداد المقدسة المعرفة باسم 'الريكونوكستا' واحتل طليطلة سنة 478هـ وكانت ضربة شديدة للوجود الإسلامي بالأندلس وأفاق ملوك الطوائف من غفوتهم فاندفعوا لطلب المساعدة من إخوانهم المسلمين بالمغرب أو ما يعرفوا بالمرابطين وأميرهم 'يوسف بن تاشفين'.
وكانت دولة المرابطين قد تأسست على يد فقيه مجاهد اسمه 'عبد الله بن ياسين الجزولي' الذي جمع بين العلم والورع والزهد والتأثير والشجاعة والبطولة والجهاد كل ذلك في إناء واحد وهو قلبه، وهدى الله عز وجل علي يديه قبائل البربر التي كانت تغط في جهل عميق، وأحيا الشعائر المندرسة عندهم ونشر الإسلام بين قبائل البربر الوثنية وعمل على انتخاب مجموعة من النجباء والأفاضل وتعهدهم بالتربية وكان أفضل تلاميذ الفقيه المجاهد عبد الله بن ياسين رجل اسمه [يحي بن إبراهيم] وكان من أخص الناس به ثم تبعه رجل آخر من رؤساء البربر اسمه 'يحي بن عمر' واتبع الفقيه عبد الله بن ياسين سياسة التربية الشاملة مع أتباعه؛ والتي تقوم علي غرس الإيمان والأخلاق والعقيدة الصحيحة وحب الجهاد في سبيل الله، فنشأت حركة جهادية عارمة وسط قبائل البربر وعملوا على نشر الإسلام بين قبائل غرب ووسط القارة الإفريقية وظل عبد الله بن ياسين وتلاميذه يجاهدون القبائل الوثنية حتى استشهد سنه 451هـ وقد سبقه في الشهادة أنجب تلاميذه يحي بن عمر ويحي بن إبراهيم وقبل أن يسلم الروح أوصي المرابطين بأن يتولى أمرهم الأمير أبو بكر بن عمر اللمتوني الذي كان نعم القائد لجموع البربر المجاهدة وكان محبا لنشر الإسلام خاصة وفي منطقة وسط إفريقيا حوض النيجر وبلاد غانا ومالي فعمد إلى اختيار نائب له في منطقة وسط المغرب للوقوف أمام قبائل معموده البربرية التي كانت تقف في وجه الدعوة الإسلامية وتأوي الكثير من الوثنيين والمجوس ووقع اختياره على ابن عمه البطل المقدام 'يوسف بن تاشفين' وكان وقتها في الحادي والخمسين من عمره حيث أنه قد ولد سنة 400 هـ وقد اشترك من المرابطين منذ بداية دعوتهم وكان صاحب خبرة قتالية وقيادية عالية فأحسن قيادة المرابطين في الفترة التي انشغل فيها القائد العام 'أبو بكر بن عمر اللمتوني' بنشر الدعوة بأدغال أفريقيا, حتى علت مكانة 'يوسف بن تاشفين 'بين قبائل البربر عموما والمرابطين خصوصا وأحبوه بشدة لعدله وورعه وديانته وحبه للجهاد في سبيل الله فلما عاد أبو بكر بن عمر وجد أن المكانة والوضع الذي أصبح فيه يوسف بن تاشفين يحتم عليه أن ينزل له عن قيادة المرابطين وذلك لمصلحة الدولة والدين ووحدة الصف, وعاد أبو بكر بن عمر لنشر الإسلام بوسط أفريقيا حتى استشهد رحمه الله في إحدى المعارك وأصبح 'يوسف بن تاشفين' هو القائد العام للمرابطين وأصبح المغرب العربي كله تحت قيادته فلما جاءه الصريخ من أهل الأندلس بما جرى لهم من سقوط طليطله وعدوان ألفونسو السادس على المسلمين قرر عبور البحر ونجدة دولة الإسلام بالأندلس، وبالفعل قاد يوسف بن تاشفين تحالفا إسلاميا من البربر والأندلسيين وانتصر على إسبانيا في معركة الإسلام الخالدة 'الزلاقة' وذلك في 12 رجب 974هـ وأعاد للإسلام هيبته وقوته وقمع شر الصليبين وعطل حركة الاسترداد لفترة طويلة، ثم قام بعد ذلك بالدور الأروع وهو إزالة ملوك الطوائف الواحد تلو الآخر وأعاد للأندلس وحدته وأصبحت الدويلات دولة واحدة قوية صامدة .
وعلى ذلك فقد كان يوسف بن تاشفين هو محصلة عمل سلسلة من الرجال المخلصين المجاهدين الذين قاموا بأدوار ربما أقوي وأفضل لصالح الأمة المسلمة؛ فعبد الله بن ياسين ثم يحيي بن إبراهيم ثم يحيي بن عمر ثم أبو بكر بن عمر ثم يوسف بن تاشفين كلهم على نفس مستوى المسئولية والكفاءة وحسن القيادة والديانة ونصرة الإسلام ولو وجد أي منهم يوم أن جاء صريخ أهل الأندلس لجاء رد فعله تماما مثل يوسف بن تاشفين ولقاد الجموع لنصرة المسلمين وإنقاذ الأندلس.
- هذان المثالان وغيرهما كثير في أحداث التاريخ الإسلامي يضعانا أمام حقيقة واحدة في غاية الأهمية وهي أن فكرة الرجل التاريخي والقائد المنقذ المترسبة في أذهان كثير من المسلمين الآن لا وجود لها تاريخيا ولا واقعيا وأن التغيير لا يأتي هكذا بضربة قدر بل له نظم وثوابت ومقدمات ومعطيات لابد من أخذها والسير بها للوصول لما يعلم به كل غيور ومخلص، وأن الجانب الإيجابي من هذه القضية أننا نستطيع أن نقول لكل غيور ومخلص وأيضا حالم أنت الرجل التاريخي أنت الذي ستقود الأمة أنت الذي ستغير واقع الأمة أنت الذي ستكتب عنه غدا كتب التاريخ ويقرأ أخباره أولادنا وأحفادنا, فكل واحد منا مطالب بأن يكون هو الرجل التاريخي في مجاله ونطاقه وعلى قدر عطائه واستطاعته وعندما يستشعر كل واحد منا بأنه هو الرجل التاريخي والمنقذ لهذه الأمة عندها سيتحقق كل ما غاب عن بال البائسين والمحبطين من هذه الأمة.
الجسر :: المنتدى العام :: المنتديات العامة :: مساحة حرة
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى